لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة 1

لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة 1

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوانى و أخواتى فى الله الأعزاء
اليكم قصة الصحابى الجليل أبو عبيدة عبد الله بن الجراح الذى قال عنه الرسول صلى الله عليه و سلم "لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة " صدق الصادق المصدوق
كان رضوان الله عليه وضيئ الوجه بهى الطلعة نحيل الجسم طويل القامة خفيف العارضين ترتاح العين لرؤيته و تأنس النفس للقياه و يطمئن اليه الفؤاد , كان رقيق الحاشية جم التواضع
شديد الحياء و لكنه كان اذا اشتد الأمر و جد الجد يعدو و كأنه الليث عاديا فهو يشبه نصل السيف رونقا و بهاءا و يحاكيه جدة و مضاءا.
كان ابو عبيدة من السابقين الأولين الى الاسلام فقد أسلم فى اليوم التالى لآسلام أبى بكر و كان اسلامه على يدى الصديق نفسه .
عاش أبو عبيدة تجربة المسلمين القاسية فى مكة منذ بدايتها الى نهايتها و عانى مع المسلمين السابقين من عنفها و ضراوتها و الآمها ما لم يعانيه أتباع دين على ظهر الأرض
فثبت للأبتلاء و صدق مع الله و رسوله فى كل موقف .
لكن محنة أبو عبيدة يوم بدر فاقت فى عنفها حسيبان الحاسبين و تجاوزت تخيلات المتخيلين فقد انطلق أبو عبيدة يوم بدر يصول و يجول بين الصفوف صولة من لا يهاب الردى
فهابه المشركون و يجول جولة من لا يحذر الموت فحذره فرسان قريش و جعلوا يتنحون عنه كلما واجهوه .
لكن رجلا واحدا منهم جعل يبرز لأبى عبيدة فى كل اتجاه فكان ابو عبيدة يبتعد عن طريقه و يتحاشى لقاءه
أكثر الرجل من الهجوم و أكثر أبو عبيدة من التنحى و سد الرجلعلى ابى عبيدة المسالك و وقف حائلا بينه و بين قتال أعداء الله
فلما ضاق أبو عبيدة به ذرعا ضرب رأس الرجل بالسيف ضربة فلقت هامته فلقتين فخر الرجل صريعا .
و لا تحاول أيها القارئ الكريم أن تخمن من يكون الرجل الصريع
أنه عبد الله بن الجراح أبو سيدنا أبو عبيدة
نعم قتل أبو عبيدة بن الجراح الشرك فى شخص ابيه
فأنزل الله سبحانه و تعالى فى شأنه و شأن ابيه قرآنا فقال العلى القدير
بسم الله الرحمن الرحيم
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
صدق الله العظيم (المجادلة:22)
الى هذا الحد أنتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صور من حياة الصحابة للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا
و سبحان الله بعد ان قرأت هذه السطور القليلة فعلا تعجبت من شباب و فتيات يعيشون بيننا و يدينون ديننا و مع هذا يفعلون ما لا يليق بهذا الدين و لا يتخلقون بخلق رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام .
نعم يحق للمسلم ان كان فى حالة حرب اسلاميه بين جيوش اسلامية و جيوش الشرك أن يقتل الشرك مهما كان متجسدا فى أى صورة .
و لكن أن نسمع ان شخصا قتل أمه المسلمة لرفضها أعطائه بعض المال مثلا فهذا ان دل فأنما يدل على ذهاب عقل القاتل و ذهاب دينه
و أن يضرب شاب أباه أو أمه أو حتى يسيئ معاملتهما لأنهم لا يوفرون له سيارة جديدة أو مستوى مالى معين فانه الجحود المحض و قمة الأبتعاد عن الدين القويم .
هيا أخوانى ننقض تصرفاتنا و نستنكر عيوب أنفسنا أو البعض ممن يعيشون بيننا فربما قرأت أنا كلمات كتبتها أنت اخى الحبيب أو أختى فى الله فيها عيوبى فأعرفها و ان شاء الله أتوب عنها .
و لتكن سيرة سيدنا أبو عبيدة لنا فى هذه القصة نبراثا لنا فى تصرفاتنا نحاول ان نهتدى بتصوره فى دينه و أخلاصه لهذا الدين الذى ارتضاه رب العباد لنا دينا
و فى هذا الأطار لابد لنا أن نتعرف و نعترف بعيوبنا فلعل هذه الذنوب هى السبب فى كل ما نعانيه و نقاسيه من مآسى و ضعف و هوان و مذلة ,و ربما هى التى جعلت بلاد الشرك
يتفوقون عنا اقتصاديا و علميا و تكنولوجيا
نعم هيا نتعلم كيف نعيش و نموت لله وحده لا شريك له سبحانه و تعالى

لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة 2

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلا و سهلا بأخوانى و أخواتى فى الله
استكمالا لموضوع الصاحابى الجليل عامر بن عبد الله بن الجراح نعاود الحديث عنه رضوان الله عليه و على كل الصحابة الأطهار ,
لاحظتم أخوانى و أخواتى فى الله فى الموضوع السابق شدة تمسك سيدنا أبو عبيدة بن الجراح بالحق و عدم تهاونه فى اداء الحق و لو على حساب حياة ابيه , و لم يكن هذا عجيبا
من أبى عبيدة فقد بلغ من قوة ايمانه بالله و نصحه لدينه و الأمانة على أمة محمد صلى الله عليه و سلم مبلغا طمحت اليه نفوس كبيرة عند الله عز و جل .
روى محمد بن جعفر قال : أتى وفد من النصارى الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا :يا أبا القاسم ابعث معنا رجلا من أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا فى اشياء من أموالنا اختلفنا فيها
فانكم عندنا معشر المسلمين مرضيون .
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : آئتونى العشية أبعث معكم القوى الأمين .
فقال عمر بن الخطاب فذهبت الى صلاة الظهر مبكرا و انى ما احببت الأمارة حبى اياها يومئذ رجاء أن أكون صاحب هذا النعت " القوى الأمين " فلما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
الظهر جعل ينظر عن يمينه و عن يساره فجعلت اتطاول له ليرانى فلم يزل يقلب بصره فينا حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح فدعاه فقال صلى الله عليه و سلم :أخرج معهم فأقضى بينهم بالحق فيما أختلفوا فيه .
فقلت "أى عمر بن الخطاب " ذهب بها أبو عبيدة .
و الى هنا انتهى النص المنقول من كتاب صور من حياة الصحابة للدكتور عبد الرحمن رافت الباشا
لاحظوا أخوانى و أخواتى ما فى هذه الكلمات القليلة من عبر و مواعظ كثيرة فعلا
* ماذا فعل سيدنا أبو عبيدة بن الجراح ليستحق أن يصفه الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم بوصف القوى الأمين ؟؟
* هل هذا الوصف الذى هو وسام ربانى "لأن الذى قاله لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم " جعل سيدنا أبو عبيدة يعتز بأفعاله و يستعظم أمر نفسه ؟؟
* أنظروا الى حب الصحابة الأطهار الى التسابق الى الفوز بكلمة ثناء من الرسول صلى الله عليه و سلم لأنهم يعرفون قيمة كلام الرسول صلى الله عليه و سلم الذى لا ينطق عن الهوى .
هيا نتخيل سيدنا عمر بن الخطاب و ما أدراك ما شأن عمر بن الخطاب فى الاسلام و هو جالس أمام الرسول صلى الله عليه و سلم يتطاول و يحلق ببصره على عين رسول الله صلى الله عليه و سلم
أين يحركها حتى يحاول ان يكون فى مرمى بصر النبى لعل الرسول صلى الله عليه و سلم يختاره فيتحقق فيه الوصف بأنه القوى الأمين .
أنه الحرص على رضى الرحمن و التنافس فى الطاعات و السعى وراء الجنان و السعى وراء أعلى المراتب و المنازل عند رب العباد أنه البحث الصادق المقترن بالحب الربانى .
*لاحظوا مقولة سيدنا عمر بن الخطاب "ذهب بها أبو عبيدة "
أنها مقولة من لا يحمل فى قلبة ضغينة و لا حقد و لا كراهية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنما هى و فى ذلك فليتنافس المتنافسون "أى فى الطاعات "
و دعونى أسأل نفسى و أسألكم
هل صلى أحدنا صلاة خاشعة فدمعت عيناه من قبل ؟؟؟؟؟
هل بعد أن دمعت عيناك و سوس لك الشيطان أنك من العباد الزهاد و ا نك من خير العباد و أن غيرك لا تدمع عيناه فى الصلاة .
أن الزهو بافعالك قد تذهب بك الى المهالك
لأننا مهما فعلنا من الطاعات و الألتزام بالدين القويم و الأوامر الربانية و الأنتهاء عن المنكرات فاننا و بكل صدق و صراحة لم نفعل ما يساوى الشكر على مجرد نعمة واحدة من أنعم الله عز و جل
أخوانى و أخواتى فى الله أن الأبتعاد عن المنكرات و السعى وراء الطاعات واجب فرض عين على كل مسلم و مسلمة ناهيك عن الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر التى هى ايضا فرض عين .